لتحميل التقرير كاملا برجاء الضغط هنا
هذا التقرير
تصدر حملة راقب نائب تقريرها الرابع بشأن متابعة اداء الهيئات البرلمانية خلال دور الانعقاد الرابع و الذي يتناول الفترة من اكتوبر 2018م حتى 16 يناير 2019م .
و يصادف التقرير الاحتفالية بمرور مائة عام على تأسيس حزب الوفد اقدم حزب سياسي في مصر .
و يكتسب هذا التقرير اهمية اخرى بخلاف ذكرى مئوية الحزب الاقدم في مصر ، ففي هذا العام بدأت ظاهرة التحرك الجماعي للنواب داخل البرلمان صوب حزب مستقبل وطن و هو ما ادى الي تغيير كبير في الخريطة الحزبية داخل البرلمان المصري .
لم يكن التغير في الخريطة الحزبية داخل البرلمان بسبب الهرولة السياسية – كما اسماها البعض– لبعض النواب الي حزب مستقبل وطن ، بل لعبت الخلافات داخل حزب الوفد دورا بارزا في خروج الحزب من ترتيب الثلاثة الكبار كما كان عليه في ادوار الانعقاد السابقة و تراجع دور الحزب داخل البرلمان بشكل كبير خاصة في ظل خروج اثنين من ابرز النواب الفاعلين في البرلمان و هما النائبان محمد فؤاد و أحمد السجيني ، وسوف نتناول المشهد بشكل اكثر تفصيلا في حينه.
منهجية التقرير
يعتمد التقرير في منهجيته على تغطية الفتره الزمنيه من اكتوبر 2018 بداية دور الانعقاد الرابع حتى 16 يناير 2019م .
و قد اعتمد التقرير على المضابط لعدد 23 جلسة تمت خلال تلك الفتره الزمنيه ، و اعتمد التقرير على متابعة كافة الانشطة النيابية للسادة النواب داخل البرلمان و ااستخدامهم للادوات الرقابية و التشريعية. بحيث ان كل نشاط تشريعي او رقابي يقوم به اي من النواب يمنح مقابله درجات بناء على النشاط الذي قام به و ذلك طبقا للجدول التالي
مشروع بقانون |
كلمات |
بيان عاجل |
طلبات احاطة |
استجوابات |
7 درجات |
1 درجة |
2 درجة |
4 درجات |
6 درجات |
و من خلال استخدام قاعدة بيانات مستقلة لدور الانعقاد الرابعة تم تجميع كافة الانشطة لكل النواب و حساب التقييم الاجمالي لكافة الانشطة طبقا للمضابط للجلسات الثلاثة و العشرون و تم ربط النواب مع بعضهم البعض طبقا للهيئات البرلمانية و جمع النتائج الخاصة بكل هيئة برلمانية.
و ينقسم هذا التقرير الي ثلاث اقسام
القسم الاول : الاحزاب السياسية ما بين الانهيار و الهرولة
يتناول لمحة عامة على الخريطة السياسية للاحزاب المصرية في اروقة البرلمان
القسم الثاني : التقييم العام
و يتناول استعراض لانشطة الهيئات البرلمانية و ادائها بشكل عام داخل البرلمان في دور الانعقاد الثالث.
القسم الثالث : الاداء التشريعي و الرقابي للهيئات البرلمانية
و يتناول بالتحليل الاداء التشريع للاحزاب السياسية و الاداء الرقابي خلال دور الانعقاد الرابع
القسم الاول:
بعد 40 عام
الاحزاب السياسية ما بين الانهيار و الهرولة
1978-2018
في يوم 11 نوفمبر 1976 ألقى الرئيس الراحل محمد أنور السادات بياناً في مجلس الشعب بمناسبة افتتاح دورانعقاده الأول، وجاء فيه: «قد اتخذت قراراً سيظل تاريخياً يرتبط بكم وبيوم افتتاح مجلسكم الموقر، هو أن تتحول التنظيمات الثلاثة ابتداء من اليوم إلى أحزاب».
كانت هذه الجملة بداية لتجربة جديدة سطرها الرئيس الراحل بقرار منه لتحويل ما كان يسمى بـ«المنابر» إلى أحزاب سياسية ـ اعقب ذلك صدور قانون رقم 40 لسنة 1977،
والذي بمقتضاه تأسس عدد من الأحزاب هي حزب مصر 1977 ، وحزب التجمـع الوطني التقدمـي الوحدوي 1977، وحزب الأحرار الاشتراكيين 1977 ، و في اكتوبر 1978 اعلن الرئيس الراحل ” انور السادات انشاء الحزب الوطني الديموقراطي 1978 و هو ما ادى الي اسقاط حزب مصر فور اعلان السادات رئاسته للحزب الوطني و قام اغلب النواب بالانتفال سريعا من حزب مصر اي الحزب الوطني و هو ما سمي بعد ذلك بعام الهرولة نسبه الي سلسلة مقالات للكاتب الصحفي مصطفى امين تحت عنوان ” المهرولن “i
اعادة انتاج مشهد 1978 فهل سيكون هناك حزب وطني جديد.
بعد 100 عام من اثراء الحياة السياسية تراجع مخيف للوفد في البرلمان المصري
الوفد اكثر الاحزاب انهيارا داخل البرلمان و مستقبل وطن و الحرية اكثر المستفيدين
و ما اشبه الليله بالبارحة ففي العام الحالي iiو قبيل دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب شهدت مصر عمليات نزوح جماعي من العديد من النواب و انتقال معلن و غير معلن الي حزب مستقبل وطن و بالقياس على عام 1978 م فأن الانتقالات الجماعية للنواب تؤدي الي انهيار الحزب الطارد للنواب و سيطره الحزب المستقبل للنواب، الا اننا في عام 2019 الامر تغير بشكل بسيط فهجرة النواب لم تقتصر على حزب وحدة بعينه اضافة الي ان الاحزاب المستقبلة للنواب لم تكن فقط حزب مستقبل وطن ،
فقبيل بدء دور الانعقاد الرابع و مع وضوح الرؤية بهجرة العديد من النواب لاحزابهم السياسية و خاصة حزب المصريين الاحرار و التوجه بشكل جماعي الي حزب مستقبل وطن قام العديد من المحليين السياسين بمحاولة استباق المشهد السياسية و قراءته سريعا للتنبوء بالاوضاع في دور الانعقاد الرابع.
فمع بدء دور الانعقاد الرابع لمجلس النواب، اختلفت الخريطة السياسية بين الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية، حيث انضم عدد من النواب لحزب “مستقبل وطن“، من أحزاب مختلفة، في مقدمتها “المصريين الأحرار والوفد“، وترأس أحد أهم قيادات “مستقبل وطن“، ائتلاف “دعم مصر“، ليظهر مشهد جديد، يتزعم فيها الحزب الحياة السياسية، بعد أن كان “المصريين الأحرار” الحزب الأول، يليه “مستقبل وطن” ثم حزب “الوفد“.
و بات اغلب المحليين و الخبراء السياسيين على قناعه من صعود الوفد للترتيب الثاني في البرلمان في اعقاب انهيار متوقع لحزب المصريين الاحرار الذي فقد العديد من نوابه داخل البرلمان.
فقد اشار الدكتور الدكتور عمرو الشوبكيiii، إن هناك معادلة للأحزاب الآن، تشبه معادلة الحزب الوطني المنحل، و“الوفد“، حيث أن “مستقبل وطن“، مرشح يكون حزب كبير حال انفصاله عن الجهاز الإداري للدولة، ولم يكرر أخطاء الحزب الوطني السابق،
و توقع الشوبكي بان الوفد سيظل أيضا أحد أكبر الأحزاب السياسية في مصر، لأنه حزب له قدر من الاستقلالية وجذور ولديه ناس مؤمنة به، وبالتالي هو رقم في المعادلة السياسية بصرف النظر عن ضعفه وأزماته، وستكون هناك بعض الأحزاب الأخري المؤثرة، مثل “التجمع، المصري الديمقراطي“، وأحزاب يمين الوسط، مثل المحافظين، فالخريطة حتي هذه اللحظة، ما زالت تقول إن “مستقبل وطن” هو الحزب الأكبر، وحزب “الوفد“، سيكون متواجدا بشكل ما، و اتفق د/ عماد جاد مع رؤية الشبكي،، إنه من الناحية القانونية والرسمية لم يحدث تغيير في الأحزاب، لكن عمليا، حدث تغيير في الخريطة بالكامل، إذ أصبح “مستقبل وطن“، الحزب الأول لديه أكثر من 300 نائب، فيما أصبح “المصريين الأحرار“، أقل من 20 نائبا الآن، وانضم الباقي لـ“مستقبل وطن“، وأصبحت الحدود بين “مستقبل وطن” وائتلاف “دعم مصر” ليست واضحة، فعمليا بعد أن كان ائتلاف دعم مصر يضم مجموعة من الأحزاب، أصبح “مستقبل وطن” المظلة التي استوعبت شخصيات كثيرة من أحزاب أخرى.
و على الرغم من ان اغلب الخبراء السياسيين قد اجمعوا على الانهيار الكامل لحزب المصريين الاحرار و بقاء الوفد في الصورة كالحزب التالي لمستقبل وطن الا ان المشهد على ارض الواقع تبدل تماما .
المصريين الاحرار حافظ على مكانته و تراجع كبير للوفد.
فكما سنتعرض في التقرير تفصيلا فأننا سنجد المصريين الاحرار على الرغم من انسحاب عدد كبير من اعضائه و خروجهم من الهيئة البرلمانية للحزب الا ان نواب المصريين الاحرار تمكنوا من الحفاظ على تواجدهم في المرتبه الثانية من خلال كافة الفاعليات البرلمانية سواء على مستوى المداخلات و الكلمات و الادوات الرقابية في حين ان حزب الوفد شهد اكبر حالة انهيار له حيث تراجع ترتيبة من الثالث الي السادس .
ابرز اسباب تراجع الوفد و انهيارة.
-
خروج فؤاد و السجيني ادى الي تراج كبير في اداء الهيئة البرلمانية.
-
الصراعات الداخلية للحزب و عدم قدرته على استيعاب التنوع الموجود بداخلة كانت اهم عامل الانيهار الوفدي الكبير
و لا يقتصر امر الوفد على خروج بعض من نوابه لحزب مستقبل وطن بل ان هناك اسباب داخلية للحزب .
فمن خلال تحليل اداء النواب داخل البرلمان و تحليل المضابط البرلمانية و مراجعة ادوارهم نجد ان خروج النائبان احمد السجيني و محمد فؤاد اثر سلبا على مستوى اداء الهيئة البرلمانية للوفد فكل من النائبان كانا لهما العديد من الانشطة البرلمانية على مستوى المناقشات والمداخلات او المشروعات بقانون او على مستوى طلبات الاحاطة و البيانات العاجلة .
اما على المستوى الداخلي للحزب فأن الصراعات الداخلية للحزب التي اشتعلت في اعقاب الانتخابات الرئاسية للحزب و في اعقاب انتخاب الهيئة العليا للحزب و فصل العديد من القيادات السياسية للحزب ، فلا تزال العديد من القيادات الحالية للوفد لا تقبل بالتنوع الداخلي، لأن مشكلة حزب الوفد كانت دائما عدم وجود حرص كافي لاستيعاب التنوع الموجود داخله، فالتنوع داخل حزب الوفد به ثراء له، لأن الوفد يستقطب ناس مؤمنة به من 78 منذ إعادة ظهوره مرة أخرى،
النور و الحرية اطاحوا بالوفد و حماة وطن في المشهد
على جانب اخر فقد شهدت الخريطة السياسية للاحزاب داخل البرلمان صعود قوي لاداء نواب حزب النور مكنهم من الاطاحة بالوفد و الاستحواذ على الترتيب الثالث بين الاحزاب في البرلمان و هو ما يمكن توقعه في ظل تراجع اداء الوفد ـ لكن المفاجأة الكبرى كانت في صعود حزب الحرية و ذلك عقب استقطابة بعض النواب و تمكن نواب الحرية من مضاعفة اللام الوفديين و اقصائهم الي الترتيب الخامس خلف مستقبل وطن و المصريين الاحرار و النور و الحرية ، و يأتي حزب حماة وطن ليزاحم الاحزاب الاحزاب الثلاثة الكبار و يقترب بشدة و ياتي في الترتيب السادس – كما سيتضح لاحقا– .
لتحميل التقرير كاملا برجاء الضغط هنا
iكان الكاتب الصحفي مصطفى امين قد انتقد الانتقال السريع لنواب حزب مصر الي الحزب الوطني تحت رئاسة السادات حيث قام سلسلة من لمقالات تحت عنوان المهرولون و هو الامر الذي ادى الي غضب السادات و الامر بمنع نشر مقالات مصطفى امين لمدة 40 يوما .للمزيد من التفاصيل راجع ” تاريخ الصحافة العربية د فتحي حسين عامر صفحة 44 و ما بعدها.
iiراجع مقال ” احمد أمين ” بجريدة المصري اليوم بتاريخ 10/1/2018 بعنوان نواب المبايعة
iiiلقاء صحفي بجريدة الوطن في 7 اكتوبر 2018 م بجريدة الوطن