بداية الدستور عمل بشري يمكن تعديله وتغييره في أى وقت.. مقولة صحيحة، قد يراد بها باطل في أغلب الأحيان.. فالدساتير أعمال توافقية، لا بد أن تحظي بقبول ورضاء ومباركة الأغلبية من أبناء الشعب، عن قناعة وإيمان، وليس باستخدام التخويف أو بالرشاوي المباشرة وغير المباشرة، لتمرير مادة هنا ومادة هناك، ففي هذه الحالة نكون أمام دستور يتغير بحسب الحاكم ويعدل وفقاً للمصلحة، وهو ما لا ينتج عنه دولة مستقرة أبدا، ولا نشاهد من خلاله أي تداول سلمي للسلطة، وتصبح مواده مجرد حبر على ورق، ووجوده هو والعدم سواء، طالما يتحكم فيه الحاكم كيفما يشاء..